كلمة ألقاها الرئيس سليمان شهاب الدين, كامبالا، أوغندا · 11 سبتمبر 2025 · 5 دقائق
AKDN / Akbar Hakim
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس يويري كاغوتا موسيفيني،
صاحب السمو الآغا خان، مستشار جامعة الآغا خان،
صاحبة المعالي السيدة الأولى ووزيرة التعليم والرياضة، السيدة جانيت كاتاهيا موسيفيني،
الأميرة الزهراء آغا خان، نائب مستشار جامعة الآغا خان،
الأمير علي محمد آغا خان،
السيد بيتر بريموس، نائب السفير الألماني لدى جمهورية أوغندا،
الرئيس ذاكر محمود وأعضاء مجلس أمناء جامعة الآغا خان ومجالسها الإدارية،
المانحون والداعمون الكرام،
ضيوفنا الكرام:
مساء الخير لكم جميعا!
إنه لشرف عظيم وامتياز كبير أن أرحّب بكم في المقر الجديد لجامعة الآغا خان في أوغندا. وإن قيامي بذلك بحضور فخامة الرئيس، وصاحب السمو الآغا خان، وصاحبة المعالي السيدة الأولى، والأميرة الزهراء، والأمير علي محمد، يضفي على هذه اللحظة أهمية لا تُنسى.
قبل عقدٍ من الزمان، وقف مستشار جامعتنا المؤسس، الراحل والمحبوب، على هذه الأرض بالذات، متصوّرًا جامعةً تكون مركزًا للتميّز في التعليم وإنتاج المعرفة وتقديم الرعاية الصحية في أوغندا. وقد أعلن حينها:
"عندما يُبنى هذا الصرح، آمل أن يكون قد جلب إلى أوغندا الطب الحديث في أفضل الظروف، وفي شراكة وثيقة مع القطاع العام".
اليوم، أيها السيدات والسادة، نخطو خطوةً هائلة نحو تحقيق تلك الرؤية. إننا نحتفل باكتمال المركز الجامعي ومساكن الطلاب، ونشرع في تدشين أعمال بناء مستشفى جامعة الآغا خان.
فخامة الرئيس موسيفيني، لا يسعنا أن نشكركم بما يكفي. فمنذ البداية وحتى الآن، وفي كل محطة على الطريق، حظي هذا المشروع بفوائد كبيرة من قيادتكم الحازمة.
لقد ذكّرتمونا في مناسبات عديدة بقولكم: "نحن بحاجة إلى التعليم من أجل التحوّل الاجتماعي والاقتصادي لشعبنا".
هذا الحرم الجامعي، وقريبًا المستشفى الجامعي، مكرّسان لهذا الهدف تحديدًا. فهما سيعملان كمحرّكين للتحوّل، إذ يزوّدان الأوغنديين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحسين حياتهم وبناء مستقبلهم.
صاحب السمو، لقد كان شرفًا لنا أن نبدأ هذا المسعى تحت قيادة مستشارنا المؤسس. وإن إنجازه تحت إشرافكم، يا صاحب السمو، يُعدّ شرفًا من أسمى المراتب. وكما ذكّرتمونا:
"إن الحصول على تعليم عالي الجودة هو ركيزة أساسية في نهجنا للتنمية، ويمتلك القدرة على إحداث تأثير تحويلي ودائم".
شكرًا لكم، يا صاحب السمو، على تشريفكم لنا بحضوركم اليوم.
أيتها السيدة الأولى الفاضلة، قبل عامين انضممتِ إلينا في الاحتفال ببدء أعمال البناء في هذا الموقع، برفقة الأميرة الزهراء آغا خان. وفي ذلك الوقت، وعدناكِ بحرم جامعي على مستوى عالمي، وآمل أن نكون قد ارتقينا إلى مستوى توقعاتكِ. وإنه لمن دواعي سرورنا البالغ أن نرحّب بكِ مجددًا، ونتطلّع ببالغ الحماسة إلى مواصلة العمل معكِ ومع زملائكِ في الوزارة من مقرّنا الجديد في ناكاوا.
السيد بريموس، أود أن أعرب عن تقديرنا العميق للوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، ولـبنك التنمية الألماني (KfW)، ولحكومة ألمانيا. لقد كانت شراكتكم المستمرة مع شبكة الآغا خان للتنمية عنصرًا لا غنى عنه، ونُعرب لكم عن أعمق امتناننا.
ويسعدنا كذلك أن نشيد بحضور صديقنا العزيز، السيد كريستوف تيسكنس، مدير إدارة إفريقيا في بنك التنمية الألماني، وأن نرحّب به أحرّ ترحيب.
وإلى مانحينا الأوفياء على الدوام: شكرًا لكم. لقد مكّننا سخاؤكم الاستثنائي من تحقيق رؤية مستشار جامعتنا. إننا ممتنّون بعمق، ويشرّفنا أيّما شرف أن تكونوا معنا في هذا اليوم المميّز. وسيظل سخاؤكم يصوغ حياة الطلاب والمرضى في المستقبل، تاركًا إرثًا باقيًا لأجيال قادمة.
أيها السيدات والسادة، يُعدّ حرم ناكاوا الجامعي أحد أهم الاستثمارات التي قامت بها الجامعة في تاريخها على الإطلاق. وسيقدّم المركز الجامعي، المكوّن من سبعة طوابق وبمساحة 12,000 متر مربع، كل ما يحتاج إليه أعضاء هيئة التدريس والموظفون والطلاب للتفوّق. وفي الوقت الذي تفتح فيه الابتكارات الرقمية آفاقًا جديدة غير مسبوقة، جُهِّزت مرافق التدريس والتعلّم والبحث في المركز بأحدث التقنيات.
لقد صمّمنا المركز أيضًا ليعزّز العمل الجماعي والتبادل الفكري، وليُلهم من خلال مساحاته المفتوحة الواسعة، ولمساته الملوّنة الزاهية، ومناظره البانورامية الخلّابة.
كما تعكس مباني سكن الطلاب قناعتنا بأن التعليم الحقيقي يتجاوز حدود الفصل الدراسي. فبفضل أماكن المعيشة المريحة، وصالة الألعاب الرياضية، والكافيتريا، وغرف الاستراحة، والتراس على السطح، ستسهم هذه المباني في تعزيز الصداقات، وتحقيق العافية، وبناء الشبكات التي تدعم النجاح مدى الحياة. والأهم من ذلك أنّ هذه المساكن ستفتح أبوابها أيضًا أمام طلاب من مؤسسات أخرى، بما يُثري المجتمع الأكاديمي في أوغندا.
إنني فخور جدًا بأن أبلغكم أنّ المباني الثلاثة جميعها قد حصلت، بفضل تصميمها، على شهادة (EDGE Advanced) لكفاءة الطاقة. فالمستشفى، على سبيل المثال، سيستهلك طاقة أقل بنسبة 60% مقارنةً بمبنى تقليدي مماثل في الحجم.
أيها السيدات والسادة، اسمحوا لي أن أشيد بالفرق المتميزة المسؤولة عن إنجاز هذه المرافق الرائعة:
كما أود أن أشيد بفريق المشروع الذي تقوده الدكتورة زينات سليمان والسيد سليم لاخاني، تقديرًا لجهودهم القيّمة في إدارة المشروع وتنفيذه. وقد دعم العديد من الزملاء من جامعة الآغا خان هذه الإنجازات بشغف والتزام وإحساس عميق بالغاية، ولهم جميعًا أقول: شكرًا جزيلًا.
قريبًا، ستنضم إلى هذه المرافق مستشفى جامعة الآغا خان، وهي مؤسسة ستوفّر للأوغنديين رعاية صحية عالمية المستوى في وطنهم. ومن المتوقّع أن يفتح المستشفى أبوابه في مطلع عام 2028، ليقدّم تخصصات في أمراض القلب والأورام وعلوم الأعصاب ورعاية الأم والطفل. كما يسعدني أنّ مركز ناكاوا التخصّصي، الذي دشّنّاه قبل عامين في هذا الموقع، قد لاقى استحسانًا وساهم في توسيع فرص الوصول إلى الرعاية المتخصّصة عالية الجودة للأوغنديين.
انطلاقًا من هذه الأسس الأكاديمية والسكنية والسريرية، سنعمل على توسيع كلية التمريض والقبالة في كمبالا، استنادًا إلى أكثر من عقدين من العمل و1500 خريج أوغندي. ولأول مرة في أوغندا، سنقوم أيضًا بتدريب الأطباء وإطلاق برامج الدراسات العليا الطبية في العديد من التخصصات التي تحتاج إليها البلاد، مثل الجراحة وأمراض القلب وغيرها.
أيها السيدات والسادة، لقد أثّرت جامعة الآغا خان بالفعل في حياة الكثيرين في أوغندا. اسمحوا لي أن أُبيّن لكم جانبًا من هذا الأثر من خلال مقطع فيديو قصير.
[تشغيل الفيديو]
شكرًا لكم.
رحلتنا ما زالت في بدايتها. وفي الواقع، فإن السنوات القليلة القادمة تحمل الكثير من التطلعات والإثارة لجامعة الآغا خان وشبكة الآغا خان للتنمية.
ومهما تطورت جامعة الآغا خان، ستظل هذه اللحظة اليوم تحتل مكانة خاصة في تاريخها، إذ إن كل إنجاز مستقبلي للجامعة في أوغندا سيُبنى على الأسس التي وُضعت هنا في ناكاوا ــ على أيدي أصحاب الرؤى، والشركاء، والأصدقاء الذين جعلوا هذا الحلم حقيقة.
فليكن هذا الإرث مصدر إلهام لأجيال لم تأتِ بعد، حاملًا المعرفة والشفاء والأمل لشعب أوغندا.
سكرًا لكم.